متحدون من أجل الحرية و السلام و العدالة للجميع
الجلسة الافتتاحية: الحرب في السودان و سياقها الدولي
الجلسة الختامية: البناء ضد الحرب، بناء تضامن مناهض للعنصرية
إعلان مؤتمر التضامن مع السودان – ٢٠٢٣
متحدون من أجل الحرية و السلام و العدالة للجميع
استضاف مقر نقابة المعلمين البريطانية في هاملتون هاوس في لندن يوم السبت ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣ مؤتمر التضامن مع السودان – ٢٠٢٣ الذي نظمته شبكة التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والنقابات والمنظمات البريطانية و السودانية في عرض للوحدة والدعم للشعب السوداني. يُعتبر مؤتمر التضامن مع السودان – ٢٠٢٣ النسخة الثالثة من مؤتمرات التضامن مع السودان و التي تنظمها شبكة التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سنويا، وقد أثبت أنه الأكبر حتى الآن
انقر هنا للحصول على معلومات عن مؤتمر التضامن مع السودان ٢٠٢٢
الجلسة الافتتاحية: الحرب في السودان و سياقها الدولي



على خلفية اندلاع النزاع المسلح في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في أكتوبر ٢٠٢١ و الكفاح طويل الأمد من أجل الديمقراطية منذ عام ٢٠١٨، أوضحت الجلسة الافتتاحية الراهن السوداني و الأدوار التي لعبتها القوى الخارجية، بما في ذلك الحكومة البريطانية في تشكيل الأزمة السودانية
افتتحت الجلسة آن ألكسندر، المحررة المشاركة في شبكة التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و عضو نقابة الجامعات والكليات، بالقول (من المهم جدًا أن نكون هنا وأن نصدر بيانًا واضحًا بأننا نقف ضد الحرب في السودان، و ضد العنصرية، و ان نتضامن مع اللاجئين والمهاجرين من أجل حقوق العمال و العدالة الاجتماعية. المساحة للتعبير من هذا المنظور داخل السودان محاصرة. لقد تعرضت للهجوم من قبل القوات المسلحة السودانية و مليشيا قوات الدعم السريع، نحن نعارض كلاهما تمامًا و هذا المؤتمر موجه لكشف جرائمهما. ما رأيناه في أبريل من هذا العام هو أن هذين الفصيلين المسلحين من الدولة السودانية أعلنا الحرب، ليس على بعضهما البعض، ولكن على الشعب السوداني. و عندما تعلن الدولة الحرب على الشعب، يتوجب علينا نحن النقابيين و الناشطين الوقوف مع الشعب عندما يقاوم)
ألقى علاء جلجال السكرتير العام لنقابة المهندسين السودانيين بالمملكة المتحدة كلمة حول الدور المحوري للمهندسين السودانيين في خضم الصراع القائم، مسلطا الضوء على المخاطر التي يتعرض لها المهندسون من كلا الفصيلين المتحاربين، و أوضح استراتيجيات المهندسين لإعادة الإعمار بعد الحرب
بينما رحبت لويس ريغان، ممثلة اللجنة التنفيذية لنقابة المعلمين البريطانية، ترحيباً حاراً بالحضور و أعربت عن دعم و تضامن نقابتها الراسخ مع الشعب السوداني و اللاجئين. وقالت (وظيفتنا كنقابيين هي الوقوف مع جميع الشعوب التي تواجه القمع حول العالم). و تابعت (الوضع الآن في السودان مثير جدا للقلق و هذا هو السبب في أنه أولوية بالنسبة لنا)
رانيا أمين، نيابة عن مجموعة دعم الثورة، قالت(كان العديد من النازحين يعتمدون على وظائف تعتمد على الدخل اليومي و فقدوا الآن مصادر رزقهم، مما يتركهم بلا وسيلة لدعم أنفسهم وعائلاتهم. هذا يضع الناس في موقف حرج ويجعلهم عرضة للاستغلال)
كما ذكرت (يواجه المستهدفون من قِبْل الميليشيات و القوات المسلحة تهديدًا مستمرًا بالعنف، بما في ذلك العنف الجنسي و العنف القائم على النوع. وصل عدد الفتيات اللاتي تعرضن للاغتصاب والعنف الجنسي منذ بدء القتال إلى اكثر من ١٣٦ حالة، و من المتوقع أن يكون عدد الحالات اكبر من ذلك بكثير بسبب عدم التبليغ. وفقًا لشهود العيان، ارتكب معظم هذه الانتهاكات أعضاء قوات الدعم السريع، باستثناء حالتي سرقة مسلحة. يتم اعتقال النشطاء بما في ذلك أعضاء من مختلف النقابات وتعذيبهم من قبل كلا الطرفين. تم إنشاء ٥٢ مركز احتجاز جديد في ولاية الخرطوم وحدها منذ اندلاع الحرب، وفقًا لتقرير محاموا الطوارئ. من بين كل هذه المراكز، تسيطر قوات الدعم السريع على ٤٤ مركزا و الثمانية المتبقية يسيطر عليها الجيش)
أرسل الصادق علي حسن، مدير معهد السودان للديمقراطية و رئيس مجلس أمناء محامي دارفور، تقريرًا كتابيًا مفصلًا إلى المؤتمر حول التأثير المدمر للحرب على منطقة دارفور، وتمت قراءته خلال المؤتمر بواسطة خالد سيداحمد. وقال (دارفور باتت تربة خصبة للصراعات القبلية و تمكنت قوات الدعم السريع من فرض سطوتها على ولاية غرب دارفور و الاستيلاء على حاميات ومناطق هامة بوسط دارفور و شمالها و صارت تهدد مدينة نيالا أهم مدن إقليم دارفور إقتصاديا ومركزه التجاري الأول و فشلت الحركات المسلحة المنضوية للسلطة بموجب إتفاق سلام جوبا في إظهار قدراتها السياسية المؤثرة في تحقيق الإستقرار بالإقليم الخاضع لسلطتها أو إظهار القدرات العسكرية في بسط الأمن و السلامة بالإقليم بولاياته الخمس. الأوضاع في إقليم دارفور : ما لم تتوقف الحرب الدائرة بين الطرفين فإن إقليم دارفور سيكون نافذة الصراعات الأهلية لكل انحاء السودان كما و لغياب دور الأجهزة الرسمية لم تعد البندقية حكرا للدولة كما و لم تعد الدولة تحتكر وسائل العنف وسيكون النموذج السوداني الأكثر فداحة في أفريقيا والمهدد للأمن والسلم الدوليين)
تحدث اثيلات سليمان، رئيسة منبر الصحفيين السودانيين في المملكة المتحدة، عن مخاطر وسائل الإعلام المزيفة، و الدور المحوري للصحافة خلال الثورات، و الاستهداف المستمر و الممنهج للصحفيين من قبل الأطراف المتحاربة. و قالت (ما نشهده هو استقطاب الآراء في المجتمع السوداني، و الصحفيون، رغم علمهم بضرورة الاستقلالية، غالبًا ما يتعرضون للضغط لاختيار جانب. و يتهم المؤيدون للجيش دعاة السلام الذين يعارضون الحرب بأنهم من مؤيدي قوات الدعم السريع. إلى جانب ذلك نشهد حملة إعلامية منظمة من قبل شركات العلاقات العامة والتي تروج لوجهات نظر قوات الدعم السريع. نحن كنا داعمين لنقابة الصحفيين السودانيين التي خاضت معركتها لتأسيس نفسها ضد نقابة الصحفيين المعتمدة من الحكومة. كثير من الناس ليسوا على دراية بهذه الجهود الرامية إلى إنشاء منصة للصحفيين المستقلين)
جون ماكدونيل، عضو البرلمان البريطاني ارسل رسالة تضامن و دعم. قامت آن اليكساندر بقراءتها
ورش العمل
بعد الجلسة الافتتاحية، إنخرط المشاركون في ثلاث ورش عمل، ركزت كل منها على جانب رئيسي من الأزمة السودانية
الخدمات الصحية في الخطوط الأمامية



تعمقت هذه الورشة في الأدوار المحورية التي يقوم بها المهنيون من مجال الصحة و الطب و المهندسون في الحفاظ على نظام الرعاية الصحية و البنية التحتية بشكل عام وسط التحديات المستمرة
سلطت الدكتورة سارة ريتشارد، السكرتيرة الأكاديمية لنقابة أطباء السودان في المملكة المتحدة، الضوء على الدمار المروع للمرافق الصحية، والتي أصبحت أهدافًا لكلا الفصيلين المتحاربين. وأكدت الدكتورة ريتشارد على الحاجة الملحة إلى الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأكسجين، والأموال لإنقاذ المستشفيات التي تعاني من ضائقة مالية. بالإضافة إلى ذلك، لفتت الدكتورة ريتشارد الانتباه إلى العديد من القضايا المهمة مثل مجزرة الجنينة والقلق الجسيم من العنف الجنسي في المنطقة
لتقديم التبرعات لنقابة أطباء السودان في المملكة المتحدة، انقر هنا
بينما قدّم علاء جلجال، السكرتير العام لنقابة المهندسين السودانيين، عرضًا مفصلاً لتأسيس غرف الطوارئ والأزمات بعد اندلاع الحرب و اوضح انه تم إنشاء هذه الغرف بهدف أساسي هو وقف الحرب. تحدث علاء بالتفصيل عن الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية و أكد على أهمية هذه الغرف الطارئة في توفير الخدمات والتغطية الأساسية. كما ناقش كذلك الحوجة الماسة لتوفير المياه و الكهرباء و البنية التحتية للاتصالات و تنفيذ أنظمة الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. ناقش ايضا السيد جلجال الوضع المأساوي للنازحين الفارين من الصراع، سواء داخل تشاد أو عبر الحدود إلى الدول المجاورة
كما قدّم المهندس طارق أحمد عضو نقابة المهندسين السودانيين مقترحًا رائدًا يركز على مشروع لتوفير الطاقة الشمسية للمستشفيات التي لم تعد قادرة على الوصول إلى طاقة موثوقة من شبكة الكهرباء المتضررة من الحرب.
يمكن تقديم التبرعات لنقابة المهندسين السودانيين في المملكة المتحدة و ايرلندا عن طريق التحويل الي
Account Number: 67220968 / Sort Code: 309950 / Reference: Solar
دار النقاش طوال فترة الورشة حول التآزر المحتمل بين هذه المبادرات والجهود الشعبية للجان المقاومة والنقابات العمالية، والتي لها تواجد في جميع أنحاء البلاد. برز إنشاء علاقات قوية و فعالة بين النقابات العمالية في المملكة المتحدة ونظيراتها في السودان كهدف رئيسي
فتح ممرات آمنة الآن – مرحبًا باللاجئين والمهاجرين



تناولت هذه الورشة الحاجة إلى فتح ممرات آمنة و قانونية للأفراد الذين يفرون من الحرب في السودان، بما في ذلك كلا من اللاجئين و أولئك الذين يبحثون عن ملجأ مؤقت
ناقش المتحدثون و المشاركون بناء دعم واسع لعريضة برلمانية تدعو إلى إنشاء برنامج تأشيرات عائلية مصمم خصيصًا للفارين من الوضع في السودان
هيكتور ويسلي، عضو اللجنة التنفيذية الوطنية لنقابة موظفي الخدمات العامة والتجارية، وجه انتقادا لاذعا لسياسات الهجرة التي تتبعها الحكومة البريطانية. وقال (أنا فخور جدا بأن نقابة موظفي الخدمات العامة والتجارية قد رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة بشأن خطتها لإرسال اللاجئين إلى رواندا، وبالعمل جنبا إلى جنب مع منظمات أخرى مثل “الرعاية لكاليه” لتحدي سياسة الحكومة. هذه قضية سياسية و يتعين علينا كسب قلوب وعقول الجمهور للفوز بها)
حذر هيكتور من أن الحكومة تأمل في صرف الانتباه عن فشلها في تمويل الخدمات العامة في الدولة من خلال تصعيد الخطاب المعادي للهجرة. وقال (من الواضح أن الهجرة هي واحدة من ساحات المعركة التي ستُخاض الانتخابات المقبلة عليها، وما ستقوله الحكومة هو أن البلاد لا يمكنها إستقبال مهاجرين او لاجئين لأن الخدمات العامة تحت الضغط و جزء من سبب الضغط عليها هو الهجرة)
(تدعم نقابة موظفي الخدمات العامة والتجارية الدعوة إلى إنشاء نظام تأشيرة عائلية للسودانيين) كما أضاف
و قال (أنا فخور جدا بأن نقابتي إلى جانب نقابات أخرى كنا واضحين للغاية وقلنا إنه كما تمكنت الحكومة البريطانية من إنشاء نظام تأشيرة عائلية للأسر الاوكرانية فإنه حتما يمكنها وضع نظام مماثل للسودانيين. يمكن للناس أن يتساءلوا لماذا يجب أن يكون السودان موضوع اهتمام المملكة المتحدة، ولكن إذا نظرنا إلى التاريخ، فإن نجد أن المملكة المتحدة كانت لديها العديد من المصالح التاريخية في السودان)
فيرونيكا آدم سفاركوفا، الناشطة في مجال قضايا اللاجئين و منشأة مبادرة “إنشاء تأشيرة عائلية للسودانيين المتأثرين بالحرب”، شاركت برؤيتها حول نشأة و أهمية هذه المبادرة. حتى الآن، حصدت المبادرة على ما يقارب من ٢٩٠٠٠ توقيع. عبرّت فيرونيكا عن الأسباب التي دفعتها لإنشاء هذه المبادرة المهمة وشدت انتباه الجمهور بمجهوداتها الكبيرة في نشرها و توزيعها. قالت (لا أحد يعلم أن السودان كان يستضيف ملايين اللاجئين من مناطق أخرى في إفريقيا). كما ذكرت (المملكة المتحدة تعتقد أن اللاجئين يأتون إلى المملكة المتحدة فقط. لا، لدينا دول تمتلك نسبة أكبر بكثير من اللاجئين، وهم يديرون الأمور بشكل جيد. هذا هو الخطاب الذي يتم استخدامه بشأن اللاجئين في كاليه (فرنسا)). طالبت سفاركوفا الجمهور بزيادة الوعي حول الضيافة في المجتمع المحلي، حتى نتمكن من الوصول إلى جمهور كبير، والتواصل مع السلطات المحلية، والتحدث مع الناس. كما أضافت سفاركوفا قائلة (أنا أشجع الجميع على بدء العمل مع السلطات المحلية، وهذا المؤتمر هو مثال على كيفية التجمع والتفكير المشترك وتوحيد الرسالة. لدينا هنا العديد من الرسائل و هناك جو محب للجميع)
وفاء سالم، رئيسة رابطة خريجي جامعة الخرطوم – المملكة المتحدة وأيرلندا، انتقدت بشدة ردود فعل كل من الحكومة البريطانية و الأمم المتحدة تجاه الحرب السودانية و أزمة اللاجئين المستمرة. وقالت (لا ينبغي للحكومة البريطانية أن تطلب من الأشخاص الذين يفرون من الحرب في السودان التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى المملكة المتحدة من خلال الطرق العادية. هذا ليس وضعًا عاديًا، إنه حالة طوارئ ويجب التعامل معها على هذا النحو). و أضافت (نحن نشعر بالعجز لأننا غير قادرين على فعل أي شيء لعائلاتنا التي تتعرض للقصف و الحصار و القصف كل يوم). و أكدت على الحاجة الماسة إلى فتح ممرات آمنة للاجئين السودانيين، و شددت على الحاجة العاجلة للوازم الأساسية، بما في ذلك الغذاء و المساعدات الطبية للأفراد السودانيين الذين تقطعت بهم السبل على الحدود مع الدول المجاورة و في جميع أنحاء السودان. كما أوضحت أنه لا وجود لوكالات الأمم المتحدة في العديد من مناطق السودان و أن التبرعات لا تصل إلى المحتاجين لأن القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع تسيطران على الميناء. و قالت (يجب منح أولئك الذين يفرون من السودان إلى الدول المجاورة صفة لاجئين و مساعدتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية في تلك الدول. يجب أن تعالج قضية الممرات الآمنة هذا السؤال، ويجب أن تكون هناك طرق لتوصيل الغذاء و المستلزمات إلى الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة داخل السودان و خارجه)
ناقشت هذه الورشة آثار الحرب الحالية و عواقبها بعيدة المدى على التعليم، و التي تشمل الجامعات و المدارس، و كذلك الآثار الوخيمة على قطاع الأثار و مؤسسات التراث الثقافي. خلال الجلسة، قدم المعلمون و أساتذة الجامعات و العاملون في قطاع الاثار و التراث الثقافي خبراتهم ورؤاهم القيمة
القى الدكتور عبد المتعال قرشاب، الذي كان يشغل منصب عميد شؤون الطلاب في جامعة الجزيرة، خطابًا توعويًا و مثيرًا للتفكير. تطرق خطابه إلى التحديات التي تواجه المؤسسات التعليمية، و خاصة الجامعات و المدارس خلال هذه الأوقات العصيبة (تعرض ما يزيد عن ١٠٠ مؤسسة للتعليم العالي العام والخاص في السودان، فضلاً عن المراكز البحثية والصندوق القومي لرعاية الطلاب، للأضرار والنهب منذ اندلاع النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية والقوات شبه العسكرية. قوات الدعم السريع في ١٥ أبريل ٢٠٢٣.). هذه ليست اضرارًا جانبيًة، كما أوضح الدكتور قرشاب، ولكنها نتيجة لقصف و نهب متعمد و مستهدف للمؤسسات التعليمية. كما ذكر (أنا أؤمن بقوة الشعب والنضال السلمي، لذلك، أود أن أدعو جميع النقابات العمالية ونشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والأكاديميين إلى دعم الشعب السوداني في جهودهم المتضافرة والتزامهم القوي لتحقيق السلام و وضع حد فوري لهذه الحرب العبثية و السعي لتحقيق العدالة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب)
قدم سامي الباقر، المتحدث باسم لجنة المعلمين السودانيين، نظرة عامة و شاملة على التحديات العديدة التي تواجه المدارس والمعلمين في المشهد الحالي. قدم السيد الباقر رؤيته من خلال رسالة مسجلة ( تضرر المعلمون و الطلاب بصورة كبيرة جدا من هذا النزاع و وصل هذا الضرر الى مرحلة القتل، حيث حصرنا في مدينة نيالا فقط مقتل اكثر من عشرين معلما بسبب القصف من الطرفين. كذلك في الولايات الاخرى عدد من القتلى من الطلاب و المعلمين. كذلك قطاع التعليم الذي لحق به ضرر كبير جدا و الذي يعمل به أكثر من ٣٠٠,٠٠٠ موظف حيث حُجِبت عنهم المرتبات منذ بداية الحرب في ١٥ ابريل لمدة لا تقل عن ٥ اشهر و نحن الآن ندخل في الشهر السادس. هذا الأمر جعل لجنة المعلمين تتحرك في المطالبة بهذه الحقوق و تم رفع مذكرات لولاة الولايات و للحكومة الاتحادية و لمنظمات العمل الدولية. هذه المناهضة كان عندها اثر كبير جدا على القرار الذي قضي بحجب المرتبات حيث بدأ استئناف المرتبات بصورة خجولة في بعض الولايات و نتمنى ان تسفر هذه المسائل لإستعادة مرتبات العاملين بالتعليم. كذلك تم استهداف المعلمين الناشطين و المطالبين بحقوقهم و المنادين بإيقاف الحرب في كثير من الولايات بالاعتقال التعسفي من كلا الطرفين، سواء كان الجيش السوداني او الدعم السريع. هذا الواقع جعل المعلمين الناشطين عرضة لإنتهاكات حقوقهم الانسانية. نتمنى من النقابات في العالم و النقابات في بريطانيا التضامن في هذه القضية العاجلة و رفع الصوت عاليا بضرورة إيقاف هذه الحرب التي تنتهك حقوق الانسان و من بينهم المعلمين و العاملين بالتعليم)
تم اعتقال سامي الباقر بعد فترة وجيزة من نشر تسجيل رسالته للمؤتمر، لكن الاحتجاجات الوطنية و الدولية ساعدت في الإفراج عنه
اطلقت شبكة التضامن مع الشرق الأوسط و شمال افريقيا اثر ذلك عريضة ادانة و تضامن الي جميع النقابيين في المملكة المتحدة و خارجها للتوقيع عليها و حثت الموقعين على الاتصال بالسفارة السودانية في مناطقهم للمطالبة بوقف الاعتقالات و التعرض لأعضاء لجنة المعلمين السودانيين و كل الفاعلين المناهضين للجنرالات العسكريين والميليشيات الذين يقومون بحرب وحشية تدمر البلاد. للمزيد من التفاصيل، انقر الرابط هنا
قدم الدكتور إسماعيل حامد، ممثلاً عن مبادرة حماية الاثار و التراث السوداني، وهي جهد تعاوني يضم أكاديميين و أعضاء من المجتمع المدني السوداني و الدولي، تقريراً شاملاً. يوثق هذا التقرير الدمار الشامل الذي لحق بالاثار و تراث السودان و ثقافته بسبب هذه الحرب. يمكن الوصول إلى التقرير الكامل، الذي كان قد نُشر سابقًا من قِبل شبكة تضامن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر الرابط التالي
وطالب السيد حامد بدعم عالمي للمساعدة في حماية الاثار و التراث الثقافي السوداني، و تقديم الدعم و التمويل للعاملين في هذه الظروف الصعبة و يتعرضون الى خطر النزاعات. كما طالب بتقديم دعم موجه خصيصا لحماية المواقع الاثرية و المساعدة في تدريب و إعادة تأهيل الموظفين
الجلسة الختامية: البناء ضد الحرب، بناء تضامن مناهض للعنصرية



تميز الختام الرسمي للمؤتمر بجلسة عامة ختامية ذات طابع خاص. ناقشت هذه الجلسة الاستراتيجيات الخاصة بالتعبئة ضد الصراع الجاري، و رعاية روابط التضامن المناهض للعنصرية، و تعزيز التعاون بين النشطاء السودانيين و النقابات العمالية، و كذلك الحركات المناهضة للعنصرية و التضامن مع اللاجئين في المملكة المتحدة. كان الهدف هو بناء حملة تضامن أكثر قوة
جستين ميرسر، الرئيسة الوطنية لنقابة الجامعات والكليات، ذكرت (هذه أزمة إنسانية، قبل كل شيء. تم نزوح أكثر من 5 ملايين شخص. وهذا يعني أنهم لا يمتلكون الوصول إلى المياه النظيفة والكهرباء و الرعاية الصحية و المأوى. و بغض النظر عن الانتماء السياسي، يجب أن يؤثر مدى هه الأزمة الإنسانية على الجميع. إذا كان لديك أي إنسانية، فلا يمكنك إلا أن تتأثر بمدى الأزمة. تتمتع نقابة الجامعات والكليات التي أشغل رئاسة منصبها، بتاريخ فخور في توسيع التضامن الدولي مع منظمات شقيقة لدينا. لقد قدمنا الأموال و الموارد و المتحدثين. هذه هي المرة الثانية التي أتحدث في مثل هذا الحدث. صادق مؤتمرنا على دعم السودان قبل أربع سنوات، و في ذلك الوقت، في مايو ٢٠١٩ كنا ندين الإعتداءات على الأطباء و إغلاق المدارس و الجامعات و اعتقال و سجن و تعذيب الطلاب و المعلمين و الأكاديميين. كما قال كثير من المتحدثين بالفعل، فإن المثقفين هم الأكثر إستهدافا. كان لدينا حملة آنذاك، كما هو الحال الآن، من أجل إطلاق سراح جميع المتظاهرين المحتجزين. نحن ندعم قيام سلطة انتقالية ديمقراطية مدنية في السودان)
من طرفه مهند النور، ممثل الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين، بدأ خطابه بهتافات ثورية حماسية. (الدول الاستعمارية ليست مهتمة بدعم الشعب السوداني، بل بالمحافظة على مصالحها)، قال. (وهذا هو السبب في أنهم يرغبون في وجود نظام ضعيف مستعد للقتال بالوكالة في اليمن، و تطبيع العلاقات مع إسرائيل، و حظر تدفق المهاجرين إلى أوروبا، و الامتثال لصندوق النقد الدولي و البنك الدولي. يمكن التحكم في نظام ضعيف بسهولة، ولا شيء أسوأ من حكومة ثورية من الشعب للشعب بالنسبة لهم). أضاف السيد النور (في هذه الحرب، يقع المدنيون بين مطرقة الجيش السوداني، الذي يستخدم الضربات الجوية و المدفعية، و سندان القوات الدعم السريع، الذين احتلوا منازلنا، و نهبوها و دمروها و ارتكبوا أعمال إبادة جماعية و جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاغتصاب و العبودية الجنسية و اغتيال المحامين)
أكدت نعيمة عمر من منظمة “مناهضة العنصرية” على العودة المثيرة للقلق للعنصرية في بريطانيا و شددت على ضرورة مواجهة السياسات العنصرية لحكومة حزب المحافظين و قالت (تحاول حكومتنا دوما التأكيد على عدم توفر الأموال لاستقبال اللاجئين، ومع ذلك لديهم الأموال لتقديمها للديكتاتوريات حول العالم لمنع الناس من عبور حدودهم و الوصول إلى المملكة المتحدة). (الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب علينا خلق حركة مضادة للعنصرية ترحب باللاجئين. قد يبدوا هذا أمرًا صعبا، و لكن الثورة السودانية أظهرت حقًا قوة الناس العاديين، الذين يعودون ويقاتلون. لقد ألهموا الناس في جميع أنحاء العالم). نعيمة قدمت دعوة للجمهور للمشاركة بنشاط في المؤتمر القادم بعنوان “مقاومة ارتفاع العنصرية والفاشية: مناهضة العنصرية”، المقرر عقده في ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣
أعرب خالد سيدأحمد، ممثلاً عن شبكة التضامن مع الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، عن تضامنه مع المضربين عن العمل من نقابة سائقي القطارات الذين كانوا في حالة إضراب في نفس اليوم. كما تطرق إلى الديناميكيات المعقدة للصراع السوداني، مسلطًا الضوء على تورط المجتمع الدولي في إشعال و إدامة الحرب في السودان. و طالب سيداحمد الحكومة البريطانية بوقف مبيعات الأسلحة إلى دول الجوار في السودان كخطوة اساسية نحو إنهاء الصراع. شدد سيداحمد على أهمية إظهار الدعم والمؤازرة من خلال المشاركة في الإضرابات و التضامن مع العمال المضربين. بالإضافة إلى ذلك، وجه نداء لكل البريطانيين والسودانيين المتواجدين في القاعة و المقيمين في المملكة المتحدة للعمل معا و لتكوين علاقات أقوى وأكثر تعاونًا.
سلطت رانيا عبيد، من فريق تنظيم المؤتمر، الضوء على دور المرأة في مقاومة الحرب وقيادة الثورة و قالت (على مدار تاريخنا، كانت المرأة السودانية دوما في المقدمة، بما في ذلك خلال الثورة. الآن يواجهن وضعًا رهيبا، لكنهن لا يزلن يقاتلن. لم أعتقد ابدا أن الثورة مجرد تظاهرة، عندما تخرج إلى الشارع و تردد الشعارات. لا، الثورة هي حركة و نحتاج إلى بنائها)
يعد مؤتمر التضامن مع السودان ٢٠٢٣ الأول من نوعه عالميا و شاهدا على قوة الوحدة والعمل الجماعي. من خلال جمع مجموعة متنوعة من النقابات والمنظمات والنشطاء البريطانيين والسودانيين، لم يسلط هذا المؤتمر الرائد الضوء على القضايا الملحة التي يواجهها الشعب السوداني فحسب، بل وضع أيضًا الأسس المطلوبة لبناء لجبهة موحدة. لا يمكن المبالغة في أهمية هذا التجمع، حيث أنه يدل على الالتزام بالتضامن و الحرية و السلام و العدالة. من خلال تبادل الآراء والخطابات الحماسية و الدعوة القوية إلى العمل المشترك، زرع هذا المؤتمر بذور حركة أقوى و أكثر تماسكًا مكرسة لتحقيق أهداف الثورة السودانية و ضمان الحرية والسلام و العدالة للجميع
مما يمكنك القيام به
توقيع و مشاركة عريضة (إنشاء تأشيرة عائلية للسودانيين المتأثرين بالحرب)
حجز مكان لحضور مؤتمر “قف ضد العنصرية” (مقاومة ارتفاع العنصرية والفاشية: مناهضة العنصرية) في 21 أكتوبر
تضامن مع النضال من أجل الديمقراطية في السودان – انضم إلى الاحتجاج في ذكرى الانقلاب العسكري في داونينج ستريت في 21 أكتوبر، الساعة 2 بعد الظهر
إعلان مؤتمر التضامن مع السودان – ٢٠٢٣
إن النزاع المؤسف الدائر الآن في السودان حدا بنا و استوجب الجمع بين كثير من النقابيين و النشطاء من السودانيين و البريطانيين و دعاة السلام للمطالبة بالوقف الفوري للحرب التي تمزق وحدة السودان
و نعبر نحن باتحادنا جميعا عن حزننا و غضبنا العميق و ندين ما يحدث من أضرارا جسيمة بجانب المعاناة البالغة التي لحقت بحياة الملايين من الشعب السوداني نتيجة لأفعال القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع، الغير مسؤولة حيث تم تدمير أنظمة الصحة و التعليم، و البنية التحتية الهشة اساساً بالبلاد، كما لحقت يد الخراب مؤسسات مثل مؤسسات التراث الثقافي و غيرها من المؤسسات العريقة
نحن ندين بشدة الدور الذي تلعبه كل من الولايات المتحدة و الاتحاد الأوروبي و روسيا و بريطانيا في إشعال نيران هذا الصراع من خلال تزويد الإمارات العربية و المملكة العربية السعودية و مصر و إسرائيل بالأسلحة. و هي دول متورطة بتقديم الدعم العسكري و المساعدات لطرفي الحرب. مما يجعل المجتمع الدولي شريكًا و متورطاً في هذا الصراع المدمر و الإجرامي
نقف من جانبنا وقفة صلبة تضامنًا مع النضال من أجل الديمقراطية و الحكم المدني الرشيد. كما ندعم خيارات الشعب السوداني و مطالبه من خلال الثورة التي اندلعت في عام ٢٠١٨ و التي كانت مصدر الهام للملايين حول العالم، حيث أظهرت كيف يمكن للأشخاص العاديين أن يطيحوا بزعيم دكتاتوري فاسد و نظام قمعي غاشم و متسلط من خلال الإضرابات الشاملة و الوقفات و الاحتجاجات السلمية
نحث جميع النقابيين و الفاعلين في المجتمع البريطاني و السوداني و نثمن و نشيد و ندعم بشدة كل جهود لجان المقاومة في السودان، و كذلك كل الجهود المبذولة من النقابات، و الأجسام المطلبية و غيرها من القوى الثورية الشعبية لمواصلة هذا النضال لإعادة بناء السودان
من خلال هذا المؤتمر ندين السجل المخجل للحكومة البريطانية فيما يتعلق باللاجئين السودانيين، كما ندعو بشدة إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين، و نطالب بالمساواة في المعاملة بين الجميع، و ذلك بتوفير نفس مستوى الدعم لأولئك الذين يفرون من الحرب في السودان أسوة بالمعاملة التي قدمت للذين فروا من الصراع المدمر في أوكرانيا، كما نناشد أن يتضمن ذلك الموافقة على منح تأشيرات لم الشمل للعائلات السودانية
نعلن هنا من خلال هذا المؤتمر عن دعمنا و تضامننا الصريح و الغير محدود مع جميع اللاجئين و المهاجرين، سواءاً كانوا يبحثون عن الأمان بسبب الحرب أو تغير المناخ أو الفقر، و نرفض الخطاب السام و العنصري لوزراء حزب المحافظين مثل وزيرة الداخلية سويلا برافرمان بشأن اللاجئين
كما ندعو و نحث الجميع على دعم مؤتمر منظمة مناهضة العنصرية تحت شعار “مقاومة تفشي العنصرية و الفاشية” في ٢١ أكتوبر و الذي يحظى بدعم الاتحاد العام لنقابات العمال ببريطانيا
كما نعلن تضامننا مع نداء المنظمات السودانية بالتظاهرة الاحتجاجية في الذكرى السنوية للإنقلاب العسكري الذي تم في ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
و نؤكد استمرار العمل معاً من أجل تحقيق أهداف المؤتمر المتمثلة في التالي
١- وقف الحرب في السودان
٢- بناء التضامن ضد العنصرية و الدفاع عن اللاجئين و المهاجرين
٣- كشف جرائم القوات المسلحة السودانية و قوات الدعم السريع.
٤- مطالبة حكومة المملكة المتحدة و القوى الأجنبية الأخرى بوقف تأجيج الحرب من خلال بيع الأسلحة و توفير التمويل و الدعم الدبلوماسي
مؤتمر التضامن مع السودان – ٢٠٢٣
قام المؤتمر بدعم من التبرعات المقدمة من اتحاد الجامعات والكليات، نقابة موظفي الخدمات العامة والتجارية، اتحاد سائقي القطارات، شبكة التضامن مع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اتحاد الجامعات والكليات – لندن، نقابة يونيسون- بورتسموث
نشكر نقابة المعلمين البريطانية على اتاحة استخدام مرافق المؤتمرات في هاملتون هاوس
كذلك نشكر نقابة يونايت كوميونيتي – بورتسموث، رابطة خريجي جامعة الخرطوم – المملكة المتحدة وأيرلندا، نقابة المهندسين السودانيين – المملكة المتحدة وأيرلندا، الهيئة النقابية للأطباء السودانيين – المملكة المتحدة، منبر الصحفيين السودانيين في المملكة المتحدة، الجبهة الديمقراطية للمحامين السودانيين، مجموعة دعم الثورة السودانية (ادنبرا / جلاسكو)، تجمع الاجسام المطلبية، لجنة المعلمين السودانيين، “قف ضد العنصرية” على دعمهم في التنظيم و الاعلان للمؤتمر



